سورة يونس - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


قوله تعالى: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم} يعني القرآن؛ وذلك أنه كان لا يُنزله عليّ، فيأمرني بتلاوته عليكم. {ولا أدراكم به} أي: ولا أعلمكم الله به. قرأ ابن كثير: {وَلأَدْرَاكم} بلام التوكيد من غير ألف بعدها، يجعلها لاماً دخلت على {أدراكم}. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {أدريكم} بالإِمالة. وقرأ الحسن، وابن أبي عبلة، وشيبة بن نِصاح: {ولا أدرأتُكم} بتاء بين الألف والكاف. {فقد لبثْتُ فيكم عُمُراً} وقرأ الحسن، والأعمش: {عُمْراً} بسكون الميم. قال أبو عبيدة: وفي العمر ثلاث لغات: عُمْر، وعُمُر، وعَمْر. قال ابن عباس: أقمت فيكم أربعين سنة لا أحدثِّكم بشيء من القرآن {أفلا تعقلون} أنه ليس من قِبَلي. {فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً} يريد: إِني لم أفْتَرِ على الله ولم أكذب عليه، وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أن معه شريكاً. والمجرمون هاهنا: المشركون.


قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله مالا يضرهم} أي: لا يضرهم إِن لم يعبدوه، ولا ينفعهم إِن عبدوه، قاله مقاتل، والزجاج.
قوله تعالى: {ويقولون} يعني المشركين. {هؤلاء} يعنون الأصنام. قال أبو عبيدة: خرجت كنايتها على لفظ كناية الآدميين. وقد ذكرنا هذا المعنى في [الأعراف: 191] عند قوله: {وهم يُخْلَقُون}. وفي قوله: {شفعاؤنا عند الله} قولان: أحدهما: شفعاؤنا في الآخرة، قاله أبو صالح عن ابن عباس، ومقاتل. والثاني: شفعاؤنا في إٍِصلاح معايشنا في الدنيا، لأنهم لا يُقِرُّون بالبعث، قاله الحسن.
قوله تعالى: {قل أتنبئون الله بمالا يعلم} قال الضحاك: أتخبرون الله أنَّ له شريكاً، ولا يعلم الله لنفسه شريكاً في السموات ولا في الأرض.


قوله تعالى: {وما كان الناس إِلا أُمةً واحدةً فاختلفوا} قد شرحنا هذا في سورة [البقرة: 213] وأحسن الأقوال أنهم كانوا على دين واحد موحِّدين، فاختلفوا وعبدوا الأصنام، فكان أول من بعث إِليهم نوح عليه السلام.
قوله تعالى: {ولولا كلمة سبقت من ربك} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: ولولا كلمة سبقت بتأخير هذه الأمة أنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم، لقُضي بينهم بنزول العذاب، فكان ذلك فصلاً بينهم فيما فيه يختلفون من الدِّين.
والثاني: أن الكلمة: أن لكل أُمة أجلاً، وللدنيا مدة لا يتقدم ذلك على وقته.
والثالث: أن الكلمة: أنه لا يأخذ أحداً إلا بعد إِقامة الحجة عليه.
وفي قوله: {لقضي بينهم} قولان: أحدهما: لقضي بينهم بإقامة الساعة. والثاني: بنزول العذاب على المكذبين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8